الذُّباب فئة من الحشرات المُجنّحة التي تعيشُ في جميع أنحاء العالم، والتي تضمُّ ما يتجاوزُ 120 ألف نوع مُختلف يعيشُ في كل نوعٍ من البيئات الطبيعيّة بالعالم، وهو يعتبر من أسرع الحشرات في الطّيران،[١] فهو يستطيعُ رفرفة جناحيه بمُعدَّلٍ يصل إلى نحو ألف مرَّة في الثّانية لدى بعض الأنواع، وتستطيعُ الذّبابة المنزليّة الطّيران بسُرعة سبع كيلومترات في السّاعة أو أكثر. وقد يتراوحُ في حجمه من الذّباب الهوّام الذي يعيشُ حول المستنقعات ولا يتعدّى طوله الملليمتر والنّصف، إلى ذبابة ميداس في أمريكا الجنوبية والتي يصلُ طولها وعرض جناحيها إلى 7.5 سنتيمترات. ويختلفُ التّعريف العاميُّ للذّباب عن تعريفه بين المُتخصِّصين في علم الأحياء، فعلميّاً، جميعُ أنواع فصيلة الذّباب الحقيقيّ لها جناحان فقط (ومن أنواعها الذّبابة المنزليّة وذباب البلاليع أو البرغش)، إلا أنَّ النّاس يُجمعون على تسمية الكثير من الحشرات الأخرى رباعيَّة الأجنحة على أنها ذباب، ومن أمثلة ذلك ذبابة أيّار (مايو) والرّعاشات. ولعلَّ أكثر نوعٍ مألوفٍ من هذه الحشرات هو الذّباب المنزلي الشائع، فهو ينتشرُ كثيراً في المُدن، خصوصاً في المناطق التي لا يتمُّ الاعتناء بنظافتها.[٢]
دورة حياة الذبابتتكاثرُ معظم أنواع الذّباب مع ارتفاع درجة الحرارة خلال فصل الصّيف، إذ تبدأُ الإناث بالبحث عن بيئاتٍ غنيَّة بالمواد العضويَّة المُتعفّنة والمتفسّخة، مثل مكبّات القُمامة، ومجاري الصَّرف الصحيّ وما سواها لتضع فيها بيُوضها، حيث يُمكن أن تضع دفعة واحدة حوالي مائة بيضة معاً. وعندما تكون الظّروف مُواتيةً لفقس البيض تخرجُ منه يرقاتٌ صغيرة سوداء اللَّون، وتحتاج الحشرة حتى يكتمل نموُّها من مرحلة اليرقة وحتى الذّبابة البالغة مُدّة تتراوحُ من سبعة إلى عشرة أيّام، وبعد أن تنضجَ تعيشُ لحوالي شهر واحد. بعد ذلك، تعيشُ الذّبابة المنزليَّة في مناطق تكثرُ فيها القمامة والمُخلَّفات العضويّة، ويُمكن أن يتحقَّق لها ذلك داخل المنزل من سلاّت القُمامة وبقايا الطّعام، حيث تجدُ الكثير من الغذاء في مثل هذه الأماكن. ويكونُ لونها رمادياً، ويغطّي جسمها شعرٌ كثيف، ويصلُ طولها إلى حوالي السنتيمتر.[٣]
لدى الذُّبابة البالغة ستّة أرجل تستعملُها جميعاً في المشي، وتقف عادةً على أربعةٍ منها فقط، وتُغطِّي أسفل كلِّ واحدةٍ من سيقانها مادَّة لاصقة تسمح لها بالوُقوف على السُّطوح الملساء، مثل زُجاج النوافذ، حتى ولو كانت مائلة أو مقلوبة. وأجنحة الذباب رقيقة جداً، وهي مُزوَّدة بعُرُوقٍ تحمل إليها الدم وتساعد على تدعيمها، ولديها نتوءان خلفيَّان (وراء الأجنحة) يُسمَّيان دبوسيّ التّوازن يُساعدانها على الحِفاظ على توازنها أثناء الطَّيران. ويستطيع الذّباب التّحليق من أيِّ مكانٍ دُون الحاجة إلى القفز أو السّير. تتنفَّس الذُّبابة من خلال ثُقوب عديدة على أطراف جسمها.[٢]
مخاطر الذّبابقد يكونُ الذّباب آفةً خطرةً جداً على الإنسان، فبعضُ أنواعه تُساهم في نقل أمراضٍ وجراثيم كثيرة إمَّا أن تلتصقَ بشعره فينقلها إلى الإنسان بُمجرّد ملامسة جسده، أو يُفرزها من فمه عندما يعضُّ الجلد، وعندها تنتقلُ العدوى إلى الشّخص الذي لامسته الذّبابة بسهولة، ومن أسوأ الأمراض التي تنشُرُها هذه الحشرات: الملاريا، ومرض النّوم، والزّحار. ورُغم ذلك، تُعتبر بعضُ أنواع الذّباب مفيدةً للطَّبيعة والإنسان، فمنها ما ينقلُ حبوب اللَّقاح بين الأزهار (نفسُ فائدة النّحل) ممَّا يُساعدها على التّكاثر والانتشار، كما أنَّ من أنواع الذّباب ما يتغذّى على الآفات الحشريّة الأخرى، وعدا عن ذلك، فإنَّ ذبابة الفاكهة من أهمِّ الكائنات الحيَّة التي تُستَخدم لإجراء التّجارب المخبريَّة في مجال الهندسة الوراثيّة.[٢]
طرق التخلص من الذباب طرقٌ حديثةالمقالات المتعلقة بطرق التخلص من الذباب